ضحايا جدد لألغام الحوثي من الأطفال في تعز
تعاني اليمن منذ سنوات من حرب دامية خلفت وراءها آثاراً كارثية على مختلف الأصعدة، وكان الأطفال من بين أكثر الفئات تضرراً من هذا الصراع المستمر. إحدى أبرز المآسي الإنسانية التي يعيشها اليمنيون اليوم هي تلك الناجمة عن الألغام الأرضية، والتي تُعدّ أداة حرب مدمرة لا تفرق بين مدني ومقاتل. في محافظة تعز، أصبحت الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي كابوساً حقيقياً يهدد حياة الأطفال بشكل خاص، حيث تسجل تقارير عديدة وقوع ضحايا جدد لهذه الألغام بين صفوف الأطفال بشكل مستمر.
استخدمت ميليشيات الحوثي الألغام بشكل مكثف في مناطق واسعة من اليمن، بما في ذلك محافظة تعز، كجزء من استراتيجيتها العسكرية لعرقلة تقدم القوات الموالية للحكومة الشرعية والتحالف العربي. الألغام التي زرعتها الميليشيات لم تُعنى فقط بالأهداف العسكرية بل وُضعت بشكل عشوائي في المناطق السكنية والطرق والمدارس والحقول الزراعية، ما جعلها تهدد حياة المدنيين الأبرياء، وخاصة الأطفال الذين غالباً ما يكونون غير مدركين لخطورة هذه الألغام.
في تعز، تتكرر حوادث انفجار الألغام التي تودي بحياة الأطفال أو تتسبب في إصابات بالغة لهم. هؤلاء الأطفال الذين يسعون للعب أو الذهاب إلى مدارسهم أو حتى مساعدة أهاليهم في الحقول، يجدون أنفسهم ضحايا لهذه الأدوات القاتلة. تُشير التقارير إلى حالات متعددة فقد فيها الأطفال أطرافهم أو تعرضوا لإصابات جسدية ونفسية شديدة جراء انفجار الألغام وفي إحدى القرى بمحافظة تعز، يروي الأهالي قصة الطفلة "ليلى"، البالغة من العمر 10 سنوات، التي كانت تلعب مع أصدقائها في حقل قريب من منزلها عندما داس أحدهم على لغم أرضي. الانفجار أودى بحياة طفلين وأصاب ليلى بجروح خطيرة أدت إلى بتر ساقها. قصتها ليست الوحيدة، حيث تعج تعز بالعديد من القصص المأساوية المشابهة التي تعكس حجم المعاناة التي يواجهها الأطفال في هذه المحافظة المنكوبة.
رغم الجهود المبذولة من قبل المنظمات الإنسانية المحلية والدولية في إزالة الألغام وتوعية السكان بمخاطرها، إلا أن التحديات تبقى كبيرة. تفتقر هذه الجهود إلى الموارد الكافية والإمكانيات التقنية المتطورة، فضلاً عن أن استمرار النزاع يجعل من الصعب الوصول إلى جميع المناطق الملوثة بالألغام. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال ميليشيات الحوثي تواصل زراعة الألغام في المناطق التي تنسحب منها، مما يزيد من تعقيد جهود إزالة الألغام وضمان سلامة المدنيين.
تعليق