تعز بين حصار الحوثي وبطش الإخوان
تعز، إحدى أهم المدن اليمنية، تشهد حالياً واقعاً مأساوياً يتمثل في تعرضها لتصعيدات عنيفة من جانب جماعة الحوثيين وبطش الجماعات المسلحة المتشددة ولا سيما جماعة الإخوان المسلحة وتتعرض المدينة لحصار مفروض من قبل الحوثيين مما يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية لسكانها، بينما تتعرض لمزيد من العنف والتهديدات الأمنية من جانب الجماعات المتطرفة.
تعز، المدينة التي كانت تعتبر مركزاً تجارياً وثقافياً نابضاً بالحياة، تحولت الآن إلى مسرح للعنف والصراع. فمنذ سيطرة جماعة الحوثيين على صنعاء وبقية المدن الرئيسية في اليمن، فإن تعز كانت تعتبر المعقل الأخير للقوات الموالية للحكومة الشرعية وبما أن الحوثيين يسعون جاهدين لتوسيع نفوذهم والسيطرة على المناطق الاستراتيجية فقد فرضوا حصاراً شديداً على تعز مما أثر بشكل كبير على حركة السكان والتجارة والوصول إلى المواد الغذائية والإغاثة الطبية.
وبالإضافة إلى حصار الحوثيين، تتعرض تعز أيضاً لبطش جماعة الإخوان المسلحة، وهي جماعة متطرفة تنشط في المنطقة وتنشر الفوضى والخوف بين السكان. تقوم الإخوان بأعمال عنف مروعة، بما في ذلك عمليات قتل واختطاف وتفجير ألغام مما يضيف إلى معاناة السكان ويزيد من التوترات الأمنية في المدينة وهذه الوضعية المأساوية في تعز تعكس الواقع الصعب الذي يواجهه الشعب اليمني بشكل عام، وتبرز الحاجة الملحة إلى حل سياسي شامل ينهي الصراع ويعيد الاستقرار إلى البلاد وإن استمرار العنف والتهديدات الأمنية في تعز لن يؤدي إلا إلى المزيد من الدمار والخراب، ويجب على المجتمع الدولي التحرك الفوري لإيجاد حل سلمي ودائم للأزمة اليمنية قبل فوات الأوان.
تعليق